هذه الرواية علامة جديدة في إيقاعها التخييلي والأسلوبي, تفتح أفقاً تفاؤلياً واستثنائياً في حقل الرواية السورية بين الجيل الجديد من الأدباء. فمن خلال مخيلة عميقة وخصبة, تعتمد أسلوب تيار الوعي, والسرد التخييلي الذي يلغي الحوار, يؤسس المؤلف عالماً غريباً أسطورياً وواقعياً في آن. تمتد العنابية وهي قرية متخيلة في شمال سوريا, بقرباطها وبشرها وساحاتها وأزقتها وبيوتها وأحداثها, لتسع البلاد كلها. فالمكان في الرواية شخصية حية أكثر منها مسرح أحداث ووقائع. تنطبع على شاشة وعينا رمزاً ولوحة الى أمد طويل. في هذه الرواية الحدث عادي ويومي ومألوف في الأسرة وبين البشر الآخرين من أهالي العنابية, لكن الجميل والجديد يتبدى في الأسلوب الرشيق الذي يكسر المألوف ويتخطى مدرسة الواقعية الساذجة ونثرها الكلاسيكي والمدرسي. المؤلف في هذه الرواية لا يحطم التابوات المحرمة وحسب, إنما يقتحم الفضاء الروائي بروح مغامر لا يخشى الخطر.