مدن تأكل العشب

Modon taakuluha al 3ichb
القافلة لم توصل "يحيى" الصغير إلى حيث كان ينبغي أن يصل. تتوزّع الأماكن في حياته ويبتعد واحدها عن الآخر، كما يتوزع الأهل المفترضون. لكن خيطاً يشد المتفرّق فيلمّه في واحدٍ هو السيرة على اختلاف رواتها. المسافات ما بين جدة وقريته الأصلية تنأى، بقدر ما تكبر جدة في عينيه الصغيرتين. وكلما كبرت المدينة صغر حيالها. وتمضي الحياة، حياته وقد صار شاباً، في احتمالاتها. إلا أن صورة الأطفال الذين جُعلوا عبيداً ظلت طرية في ذاكرته التي لم تهرم. والتحق فعلاً بمن وعدوه بالخلاص ولاحوا في عينيه مخلّصين. غير أن سيرته، مثل سير الضحايا الكثيرين، ظلت تلهث وراء أحداث كبرى وعواطف مستحيلة. وفي النهاية كفّت القدرة على الاحتمال، فـ"كل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه".
القافلة لم توصل "يحيى" الصغير إلى حيث كان ينبغي أن يصل. تتوزّع الأماكن في حياته ويبتعد واحدها عن الآخر، كما يتوزع الأهل المفترضون. لكن خيطاً يشد المتفرّق فيلمّه في واحدٍ هو السيرة على اختلاف رواتها. المسافات ما بين جدة وقريته الأصلية تنأى، بقدر ما تكبر جدة في عينيه الصغيرتين. وكلما كبرت المدينة صغر حيالها. وتمضي الحياة، حياته وقد صار شاباً، في احتمالاتها. إلا أن صورة الأطفال الذين جُعلوا عبيداً ظلت طرية في ذاكرته التي لم تهرم. والتحق فعلاً بمن وعدوه بالخلاص ولاحوا في عينيه مخلّصين. غير أن سيرته، مثل سير الضحايا الكثيرين، ظلت تلهث وراء أحداث كبرى وعواطف مستحيلة. وفي النهاية كفّت القدرة على الاحتمال، فـ"كل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه".
المزيد من المعلومات
عدد الصفحات 349
الأبعاد 14 x 21 cm
الغلاف غلاف ورقي عادي
الناشر دار الساقي للنشر والتوزيع
الوزن 0.45
EAN13 9781855168831
كتابة مراجعتك
انت تقيم:مدن تأكل العشب
Your Rating
مدن تأكل العشب