شرح فصوص الحكم لابن عربي - يازجي اوغلو

shrha fsawsa alhakm lmhayy aldyn mhamd Ben ’ar
البحرين هي هذه الجزيرة وما كان يتبعها من امتداد على اليابسة العربية فرضته ظروف الانتقال من الزبارة إلى البحرين من جهة، والمتغيرات السياسية في نجد وما نتج عنها من تحولات في الولاء للسلطات العربية المحلية من جهة أخرى. قدر هذا الوطن أو هذه البقعة الصغيرة أنه واقع في خليج تصارعت القوى الكبرى المحلية والأخرى الأجنبية للسيطرة عليه مرة باسم الأمن البحري وأخرى بمنطق التبعية العقائدية وفريضة الزكاة. هذا الصراع خلق مناطق نفوذ محلية استخدمت كأدوات قمع لكل حاكم حاول (بمنطق القرن التاسع عشر) أن يستقلّ عن هيمنة القوى الأجنبية والمحلية أو حاول مد الجسور لعلاقات تجارية مع قوى أوروبية أخرى غير الإنكليز من جهة ثانية أدى صراع الكبار بصورة مباشرة إلى صراع الصغار وأفرز خلافات قبلية وانقسامات في البيت الحاكم ذاته سواء في البحرين أو الكويت أو نجد أو عمان، حين كانت سواحل الخليج وجزره تمر بفترة اضطراب سياسي وتحولات جذري مهدت لعهد جديد من الاستعمار البريطاني. والمؤلفة المسكونة بهاجس هذا الوطن والممتلئة بحماس استرجاع صور بطولات أبنائه وبالتحديد صورة عبد الله بن أحمد المحارب الذي لم يهدأ. فمع وصول السلطة الأجنبية ومع مدوّنات الإنكليز المبكرة، يطالعها في الفكر والمخيلة رسمه قادماً على ظهر سفينته لمقابلة ممثل السلطة البريطانية في الخليج، وفي ميناء المنامة وفي المقابلة الأولى وما زامنها من تهديدات انتهت بقصف سفن القواسم المتواجدة في البحرين، كان القدر قد حدد المسار السياسي لهذا الحاكم، وربما رسم أيضاً المصير النهائي له لينتهي في البحر أيضاً متنقلاً بين شواطئ الخليج شراعاً يحن إلى العودة بعد أن كان للبحرين شراعها وسلاحها في السلم والحرب. تحاول الكاتبة، ومن خلال كتابها هذا، إكمال الأجزاء الناقصة من هذه الصورة التي فتحت منافذ الفكر والبحث على سيرة هذا البطل الذي سطّر ربع قرن من تاريخ البحرين السياسي. وجاءت هذه السيرة ضمن دراسة اعتمدت المنهجية العلمية الموضوعية. فكان الكتاب زاخراً بالملاحق التي حملت مخطوطات المعاهدات والوثائق التي استيقت من مصادرها الأجنبية والعربية والمحلية. لا أدري لماذا تناديني الأسماء المنسيّة، ولا أدري كيف تختار بذاتها زمن ظهورها وتحدّد الوقت والتاريخ دون أن تترك لي خياراً آخر! وسط انشغالي بتحضير بحث أكاديميّ (كان من المفروض أن يستغرقني بالكامل)، وبالتجهيز لمركز ثقافيّ يحمل اسماً آخر من القائمة المنسيّة، يبرز "عبد الله بن أحمد" طيفاً يناديني ويلحّ مطالباً بتحقيق كتاب يحمل اسمه، ويغطّي أحداث فترة مجهولة وحقبة هامّة من تاريخ البحرين الحديث. الغريب أنني في كلّ مرّة حاولت الكتابة فيها عن شخصية منسيّة أو علم مجهول لدى مواطنيه، يطالعني سجلّ دوّنت أحداثه بأيدٍ كان من المفروض أن تكون معادية للشخص ذاته وللوطن، ولا شكّ في انحياز كاتبها للسلطة الأجنبيّة التي يمثّلها! ومع ذلك، ففي كلّ مرّة أيضاً أكتشف أنّ ما كتبه هؤلاء الأجانب يبقى الأقرب إلى الواقع، سواء من ناحية التواريخ والإحصائيّات أو من خلال قربه إلى المنطق والعقل مقارنة بالروايات التي تناقلتها الألسن وأضافت إليها المخيّلة وبقيت، بعد الحذف والتغيير، ذات فائدة محدودة؛ أو الكتابات المحلية التي سجّلت بعض المدوّنات، واختفت بين صفحاتها معالم من تاريخ الوطن وسير الرجال الذين أسّسوه.
البحرين هي هذه الجزيرة وما كان يتبعها من امتداد على اليابسة العربية فرضته ظروف الانتقال من الزبارة إلى البحرين من جهة، والمتغيرات السياسية في نجد وما نتج عنها من تحولات في الولاء للسلطات العربية المحلية من جهة أخرى. قدر هذا الوطن أو هذه البقعة الصغيرة أنه واقع في خليج تصارعت القوى الكبرى المحلية والأخرى الأجنبية للسيطرة عليه مرة باسم الأمن البحري وأخرى بمنطق التبعية العقائدية وفريضة الزكاة. هذا الصراع خلق مناطق نفوذ محلية استخدمت كأدوات قمع لكل حاكم حاول (بمنطق القرن التاسع عشر) أن يستقلّ عن هيمنة القوى الأجنبية والمحلية أو حاول مد الجسور لعلاقات تجارية مع قوى أوروبية أخرى غير الإنكليز من جهة ثانية أدى صراع الكبار بصورة مباشرة إلى صراع الصغار وأفرز خلافات قبلية وانقسامات في البيت الحاكم ذاته سواء في البحرين أو الكويت أو نجد أو عمان، حين كانت سواحل الخليج وجزره تمر بفترة اضطراب سياسي وتحولات جذري مهدت لعهد جديد من الاستعمار البريطاني. والمؤلفة المسكونة بهاجس هذا الوطن والممتلئة بحماس استرجاع صور بطولات أبنائه وبالتحديد صورة عبد الله بن أحمد المحارب الذي لم يهدأ. فمع وصول السلطة الأجنبية ومع مدوّنات الإنكليز المبكرة، يطالعها في الفكر والمخيلة رسمه قادماً على ظهر سفينته لمقابلة ممثل السلطة البريطانية في الخليج، وفي ميناء المنامة وفي المقابلة الأولى وما زامنها من تهديدات انتهت بقصف سفن القواسم المتواجدة في البحرين، كان القدر قد حدد المسار السياسي لهذا الحاكم، وربما رسم أيضاً المصير النهائي له لينتهي في البحر أيضاً متنقلاً بين شواطئ الخليج شراعاً يحن إلى العودة بعد أن كان للبحرين شراعها وسلاحها في السلم والحرب. تحاول الكاتبة، ومن خلال كتابها هذا، إكمال الأجزاء الناقصة من هذه الصورة التي فتحت منافذ الفكر والبحث على سيرة هذا البطل الذي سطّر ربع قرن من تاريخ البحرين السياسي. وجاءت هذه السيرة ضمن دراسة اعتمدت المنهجية العلمية الموضوعية. فكان الكتاب زاخراً بالملاحق التي حملت مخطوطات المعاهدات والوثائق التي استيقت من مصادرها الأجنبية والعربية والمحلية. لا أدري لماذا تناديني الأسماء المنسيّة، ولا أدري كيف تختار بذاتها زمن ظهورها وتحدّد الوقت والتاريخ دون أن تترك لي خياراً آخر! وسط انشغالي بتحضير بحث أكاديميّ (كان من المفروض أن يستغرقني بالكامل)، وبالتجهيز لمركز ثقافيّ يحمل اسماً آخر من القائمة المنسيّة، يبرز "عبد الله بن أحمد" طيفاً يناديني ويلحّ مطالباً بتحقيق كتاب يحمل اسمه، ويغطّي أحداث فترة مجهولة وحقبة هامّة من تاريخ البحرين الحديث. الغريب أنني في كلّ مرّة حاولت الكتابة فيها عن شخصية منسيّة أو علم مجهول لدى مواطنيه، يطالعني سجلّ دوّنت أحداثه بأيدٍ كان من المفروض أن تكون معادية للشخص ذاته وللوطن، ولا شكّ في انحياز كاتبها للسلطة الأجنبيّة التي يمثّلها! ومع ذلك، ففي كلّ مرّة أيضاً أكتشف أنّ ما كتبه هؤلاء الأجانب يبقى الأقرب إلى الواقع، سواء من ناحية التواريخ والإحصائيّات أو من خلال قربه إلى المنطق والعقل مقارنة بالروايات التي تناقلتها الألسن وأضافت إليها المخيّلة وبقيت، بعد الحذف والتغيير، ذات فائدة محدودة؛ أو الكتابات المحلية التي سجّلت بعض المدوّنات، واختفت بين صفحاتها معالم من تاريخ الوطن وسير الرجال الذين أسّسوه.
المزيد من المعلومات
عدد الصفحات 294
الأبعاد 17 x 24 cm
الغلاف غلاف فني
الناشر دار الكتب العلمية
الوزن 0.55
EAN13 9782745176035
كتابة مراجعتك
انت تقيم:شرح فصوص الحكم لابن عربي - يازجي اوغلو
Your Rating
شرح فصوص الحكم لابن عربي - يازجي اوغلو